مقال لـ سامر المجالي

الأخت إيمان التل، تحية طيبة وبعد:

تشرفت كثيرا بأن حزت ثقة الدكتور سفيان التل لأكون واحدا من جمع فيه نخبة من العلماء والمثقفين والسياسيين، الحالمين بالتغيير في بلد يبدو أنه يسير نحو هاوية  لا نعلم لها قرارا.

هي هاوية يشهد لها الواقع الملموس، اقتصادا وثقافة وسياسة. أليست الحياة كرامة وخبزا، والكرامة قبل الخبز طبعا، غير أننا في الأردن أبتلينا بأننا نطعم خبزنا لمن يستبيحون كرامتنا، والشاهد على ذلك، أننا ندفع من أموال ضرائبنا رواتب ومخصصات مجزية للذين يشتمون عشائرنا ويتهكمون على أسماء أمهاتنا وجداتنا. هذا مجرد مثال بسيط على هاوية تؤكدها المؤشرات فينا وفي من حولنا، حيث الشعوب تخوض معركتها منفردة، تمشي وحيدة وتحلم وحيدة وتبعث من رقادها وحيدة، وتجاهد وتقاتل رغبة في استرداد رمق الحياة وشعورها الإنساني، لا أكثر من ذلك ولا أقل 

تشرفت بالثقة، ولم تشأ لي ظروف الغربة أن أكون أحد الحاضرين، غير أني اعتبرت نفسي واحدا من هذا الجمع، وسرني كثيرا أن وصلني مشروع الوثيقة التأسيسية عبر رسالتك الكريمة، فقرأته فقرة فقرة وكلمة كلمة. ولا أخفيك أنني اتفقت مع البيان جملته وتفاصيله، أي أنني من ناحية المضمون قد بصمت للوثيقة بالعشرة، غير أن الأمر لا يخلو من بعض الملاحظات البسيطة التي أتمنى أن تنقليها للدكتور سفيان، والتي أبديها كواحد من المجتمعين، آمن بما أمنوا به ويسعى نحو الذي يسعون إليه:

     عندي ملاحظة تتعلق بلغة الخطاب، ولست أقصد باللغة النحو والإنشاء، وإنما أقصد أسلوب الكلام وجاذبيته، حيث الخطاب بلاغ، ولن يكون الخطاب ذا فائدة إن لم يبلغ أبعد أعمق النقاط التي نرجو الوصول إليها في المتلقي.

فالخطاب غارق في المطالب السياسية، وهذا حسن، لكن فيه هيمنة واضحة للغة اليسار، أي أنه محدود بآفاق وتصورات طيف واحد من أطياف المعارضة السياسية. إنه يشبه خطاب الستينات بامتياز. فأين العصر الذي نحن فيه؟ أين جمهور الشباب الذين لا ينتمون لطيف سياسي، والذين هم عماد التغيير كما تشهد التجارب المحيطة بنا؟؟ هذا الكلام ليس انتقاصا من اليسار، فلا يجادل أحد في وطنية أولئك القابضين على جمر الوطنية منذ عقود خلت حتى اليوم، لكن الحقيقة كل الحقيقة في أن التغيير مشروع وطني، والوطن أطياف وشبابه ذوو توجهات متعددة.

      الخطاب خجول جدا في ما يتعلق بالعلاقة الأردنية الفلسطينية، والهم كبير من هذه الناحية، وهي أحد أعمدة التغيير المنشود. فهل ثمة تصور يمكن طرحه في المستقبل القريب بهذا الخصوص؟

    الوثيقة لم تعط موضوع الصحافة ما يستحقه من اهتمام، ولعل واحدا من أكبر همومنا في هذا البلد هو الصحافة المخنوقة، المحتكرة، التي لا يستطيع أن يتسلق أسوارها إلا أولئك الذين قدموا فروض طاعتهم مقدما (مع بعض الاستثناءات بكل تأكيد)

تلك ثلاث ملاحظات بسيطة، أقدمها كأخ أصغر يتعلم من أساتذتنا الكرام الذين وردت أسماؤهم في الوثيقة. وأؤكد مرة أخرى أنني واحد من هذا الجمع، ولي شرف العمل معهم، همومنا واحدة وتطلعاتنا واحدة، والألم الذي عبر عنه الدكتور سفيان التل والأستاذ موفق محادين منذ عام تقريبا هو نفس الألم الذي يسكن وجدان شريحة كبرى من الشباب الطامحين إلى التغيير.

آملا منكِ نقل رسالتي هذه بحذافيرها واطلاعي على آخر المستجدات كاجتماع يوم الأحد 20/2، كما أنني أرغب بالتواصل مع الدكتور سفيان مباشرة، فيا حبذا لو ترسلي لي رقم هاتفه الخلوي (بعد إذنه طبعا)، وسوف أتشرف بزيارته في أول زيارة لي للأردن.

ولكِ خالص شكري وتقديري

سامر حيدر المجالي

فيديوهات بيئية

تنظيف شاطئ جبيل

روابط مقابلات

  •    تحياتي الى السيدة عالية هنداوي والتي علقت على صفحتي…
    Be the first to comment!
  • كما ورد في صحيفة الأخبار اللبنانيةسفيان التل: تاريخ الهيمنة الصهيونية…
    Be the first to comment!
  • قبل يومين وبتاريخ 19-7 عندما كان المجلس النيابي يستعد لطرح…
    Be the first to comment!
SufyanTell website, All Rights Reserved, Designed and developed by SCE